الحدث لم يكن دبلوماسياً فقط، بل كشف عن دور استراتيجي غير مسبوق للمخابرات العامة المصرية التي قادت الجهود من خلف الكواليس بحنكة أمنية وسياسية متوازنة.

خلفية الاتفاق وأهم بنوده :
اتفاق شرم الشيخ لغزة لم يكن وليد لحظة، بل ثمرة تحركات استخباراتية ودبلوماسية مصرية امتدت لعدة أشهر.
الاتفاق تضمّن نقاطاً محورية شكّلت أساس التهدئة:
- وقف شامل لإطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
- تبادل للأسرى وفق جدول زمني بإشراف دولي وبضمان مصري.
- دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى غزة دون قيود عبر معبر رفح والمعابر الأخرى.
- بدء مرحلة إعادة الإعمار بآليات رقابة مالية وإدارية تشرف عليها مصر بالتعاون مع الأمم المتحدة.
- إنشاء غرفة تنسيق دائمة تضم مصر وقطر والولايات المتحدة لمتابعة تنفيذ البنود ومراقبة الالتزام.

الاتفاق وُصف بأنه نقطة تحوّل في مسار الصراع، ليس فقط لوقف الحرب بل لإرساء قواعد جديدة للتعامل بين الأطراف، بفضل الثقة التي اكتسبتها القاهرة لدى الجميع.

المخابرات العامة المصرية.. اللاعب الخفي في إنجاح اتفاق غزة :
لم يكن الدور المصري مجرد استضافة لمؤتمر أو لقاء رسمي.
بل كان جهاز المخابرات العامة المصرية هو الجهة التي أدارت الملف منذ البداية، بخبرة أمنية ودبلوماسية جمعت بين الحزم والمرونة.
1. إدارة الاتصالات السرية بين الأطراف
الجهاز نسّق بشكل مباشر بين حماس وإسرائيل عبر قنوات سرية لضمان بقاء الحوار مفتوحًا رغم التصعيد الميداني. هذه الاتصالات كانت أساس الثقة التي مهّدت للقاءات الرسمية في شرم الشيخ.
2. صياغة البنود الأمنية للاتفاق
المخابرات المصرية كانت العقل الذي وضع البنود الأمنية الخاصة بوقف النار وضمان تبادل الأسرى، بما يحفظ كرامة الفلسطينيين ويمنع أي تصعيد محتمل.
3. الإشراف على تنفيذ الاتفاق ميدانيًا
ضباط مصريون شاركوا في مراقبة وقف إطلاق النار وتسهيل إدخال المساعدات، ما جعل مصر الضامن الفعلي لنجاح الاتفاق وليس مجرد وسيط سياسي.
4. بناء الثقة الدولية والإقليمية
تحركات المخابرات المصرية أعادت التأكيد على أن القاهرة تظل المركز الأكثر توازناً في التعامل مع جميع الأطراف، ما جعل الدول الكبرى تعتمد عليها كوسيط موثوق في ملفات الأمن الإقليمي.

مصر ودورها الإقليمي في استعادة التوازن :
الاتفاق أعاد رسم صورة مصر في المنطقة كقوة سلام مؤثرة، قادرة على الجمع بين الأمن والسياسة في آن واحد.
شرم الشيخ تحولت من مدينة سياحية إلى منصة لصناعة القرار الإقليمي.
وقد أكد الرئيس المصري خلال القمة أن “مصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين ولن تتخلى عن مسؤوليتها تجاه غزة”، وهو تصريح عزّز مكانة مصر الإقليمية.
- دبلوماسياً: مصر أثبتت أنها ما زالت بوابة الحلول في الشرق الأوسط.
- أمنيًا: وجود المخابرات المصرية كجهة إشراف منح الاتفاق مصداقية وطمأنينة لدى الأطراف.
- اقتصاديًا: الاتفاق فتح الباب أمام مشاركة الشركات المصرية في إعادة إعمار غزة، ما يمثل مكسبًا سياسيًا وإنسانيًا واقتصاديًا في الوقت نفسه.

تأثير الاتفاق على مستقبل غزة والمنطقة :
من المتوقع أن يكون لاتفاق شرم الشيخ تداعيات إيجابية على المدى المتوسط والطويل:
- تهدئة ميدانية تتيح للفلسطينيين العودة للحياة الطبيعية تدريجيًا.
- انطلاق مشاريع الإعمار بتمويل عربي ودولي بإشراف مصري مباشر.
- تعزيز مكانة القاهرة كمركز إقليمي لإدارة الأزمات والتوسط في النزاعات.
- فتح حوار سياسي جديد حول قضايا الحل النهائي، مع احتمال عقد جولات لاحقة من المفاوضات في مصر.

التحديات أمام استمرار الاتفاق :
رغم النجاح الأولي، لا تزال هناك تحديات قد تهدد استقرار الاتفاق:
- احتمالية خرق وقف إطلاق النار من أحد الأطراف.
- تباين المواقف الدولية حول آليات إعادة الإعمار وتمويلها.
- حساسية الميدان الأمني وتعدد الفصائل داخل غزة.
- الحاجة إلى التزام دولي واضح بدعم جهود مصر ومتابعة التنفيذ.
ومع ذلك، يبقى الحضور المصري عامل توازن رئيسيًا يمنع انزلاق الوضع مجددًا نحو المواجهة.
الخلاصة :
اتفاق غزة 2025 في شرم الشيخ ليس مجرد وثيقة سلام، بل نموذج جديد للدبلوماسية الأمنية المصرية التي جمعت بين الحنكة السياسية والدور الميداني الفعّال.
الفضل الأكبر في تحقيق هذا الإنجاز يعود إلى جهاز المخابرات العامة المصرية الذي أثبت أنه الذراع الاستراتيجي للدولة المصرية في إدارة الملفات الإقليمية الحساسة.
مصر أثبتت مجددًا أن السلام لا يُفرض بالقوة، بل يُبنى بالعقل والحكمة والإصرار.
ومن شرم الشيخ، بدأ فصل جديد من السلام المصري – الفلسطيني، عنوانه:
“مصر لا تتدخل لتكسب، بل لتُصلح وتُعيد التوازن.”

https://www.google.com/search?client=safari&sca_esv=f7df469154024ccc&hl=en-eg&q=joe+biden+age&stick=H4sIAAAAAAAAAOPgE-LUz9U3MDRKrzDSEs1OttIvSM0vyEkFUkXF-XlWiempi1h5s_JTFZIyU1LzFIB8AMGaH2I0AAAA&sa=X&ved=2ahUKEwi5k_OQrrmHAxUmRaQEHZz6DqcQ18AJegQIJRAB&biw=375&bih=642&dpr=3
